أبوظبي (الاتحاد)

انطلقت عبر قناتي الإمارات وبينونة، أمس الأول، الحلقة الأولى من «كواليس المنكوس» المصاحبة لبرنامج المنكوس، الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
ومع كلمة «المنكوس» العريقة في التراث، واللصيقة بالهوية والموروث، ومع مجلس المنكوس الذي يتميز بالجمال والبساطة، ويجمع بين الحداثة والأصالة، ومع آلة الغراموفون انفتح باب كواليس المنكوس في حلقته الأولى، مع عبارات تشويقية للمشاهدين، حيث استهل مقدّم البرنامج عيسى الكعبي الحلقة الأولى ضمن سلسلة من ثماني حلقات تسجيلية، بتعداد الأنشطة التي ننتظر فرسان المنكوس التي أبرزها غناء الكاريوكي لألحان المنكوس.
وقد تم استعراض تقرير حول استعدادات المشاركين والتدريبات والتعرف على بعضهم البعض، خاصة مع حضور معظمهم للمرة الأولى على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، لتبرز استراتيجية اللجنة المنظمة لبرنامج المنكوس في إحياء لحن المنكوس وترسيخه في ذاكرة الجمهور من مشاهدي البرنامج، كما يعزّز مهارات الشعراء بتدريبهم الذكي والمبتكر على أداء البيت الشعري المعروض على الشاشة وترداده جماعياً، وهو: «عذولي دخيلك كف عذلك إليا ونيت ترا الوانه اللي تفري الصدر تحييني»..

زيارة العامري
وفي زيارة مفاجئة، كانت للفنان الإماراتي حمد العامري، جالس المشاركون وأسهم في تحفيزهم ومشاركتهم المعلومات القيمة في الشعر الشعبي ولحن المنكوس وفنون الشلة وغيرها، وطلب العامري بدايةً من المتسابق طالب الصعاق أن ينشد المنكوس ليبين للمشاهدين الفوارق بين لحن المنكوس والشلة والموروث كالردحة والونة، وإثر إنشاد طالب تلاه سعد اليامي. وأكد العامري أن الشعور بالرهبة طبيعي وينبع من حرص المشاركين على حسن الأداء، ثم قام العامري بأداء الشلة بوصفها عنصراً أصيلاً من الموروث الإماراتي.
وفي ختام الحلقة الأولى من كواليس المنكوس، ووسط التجمع الجماهيري الكبير لمتسوقي وزوار مركز المارينا في أبوظبي، قام الشعراء بأداء لحن المنكوس أمام الجمهور وبالتتابع، الأمر الذي لفت انتباه الزوار ونال إعجابهم، كباراً وصغاراً، حيث اشتركوا بالتصفيق والإشادة بهذا الأداء الحي والجميل من الموروث الشعبي الشعري الأصيل.

لقب «المنكوس»
وللحصول على لقب «المنكوس» تجري منافسات المتسابقين ضمن 8 حلقات تقدم أمام جمهور مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي «الإمارات وبينونة»، وتتضمن منافسات المشاركين الذين تأهلوا من الحلقات التسجيلية التي تم عرضها سابقاً، وتسير مجريات كل حلقة وفق آلية معينة سيتم الإعلان عنها في الحلقة المباشرة الأولى من البرنامج. ويتبع كل حلقة مباشرة، عرض حلقة تسجيلية بعنوان «كواليس المنكوس»، بواقع 8 حلقات تسجيلية، حيث تتضمن كل منها نشاطات المشاركين في البرنامج، وزياراتهم خلال الأسبوع، بعيداً عن أجواء المنافسة.
ويعتبر «المنكوس» أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها، وذلك من خلال تفعيلته المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما أن هناك من يرجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى حركة طائر الورقاء «أم سالم»، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.